طرد الأبناء من المنزل رصاصة يطلقها الأب على أبنائه .!

رصاصة يطلقها الأب على رأسه

طرد الأبناء من البيت يقذف بهم إلى هاوية الضياع السحيقة "الجزء الأول"



"لا أنت ابني ولا أنا بعرفك.. اعتبر نفسك متت.. اطلع برة البيت". عبارات كثيراً ما آذت مسامعنا لكنها واقع لا يمكن تجاهله، من آباء يحاولون تأديب أبناءهم، لكنها تؤدي إلى عواقب وخيمة، وترسم أولى خطوات القطيعة بين الابن وابنه، هي ذاتها أولى الخطوات لتدمير المجتمع إذا لم تتم معالجتها والتعامل معها بحكمة، فهي قنابل موقوتة تطال آثارها المدمرة الأبناء والأسرة والمجتمع. فما تأثير طرد الآباء على الأبناء والأسرة والمجتمع؟ ولماذا يشهرونه وقتما يشاءون؟ وهل الطرد حل للمشكلة أم سيؤدي إلى تفاقهما، وكيف يرشدنا الدين لتربية أبناءنا حينما يخطئون؟ وماذا يحدث حينما يستقيل الوالدين من مسؤولياتهما؟

قبضت عليه الشرطة

"اخرج من المنزل" العبارة الأكثر كرها لقلب محمد، (17 عاماً)، التي كثيرا ما تتردد على مسامعه من والده لأي موقف يحدث معه، على كل كبيرة وصغيرة، سواء أخطأ أو لم يخطئ. ويقول محمد: "أحيانا لا أتصرف كما يقول والدي، لكنني في ذات الوقت لا أخطئ، لكنه لا يتوانى عن ترديدها، وأخشى أن يأتي هذا اليوم الذي يطردني فيه حقا".

ويشاركه الرأي "ر، س" (19 عاما)، الذي لم ينسَ ما حدث معه، حينما طرده والده من المنزل لأنه لم ينل مجموعا جيدا في الثانوية العامة. وكما يقول: "كنت متفوقا وكان يتوقع والدي أن أكون من المتفوقين، لكنني حصلت على معدل 68% فقال أنني خذلته خصوصاً بين أصدقائه ومعارفه، فطردني لكن عمي أعادني إلى البيت بعد مرور أسبوع في منزل صديقي".

بينما "م،ع" (18 عاماً)، طرده والده من البيت لأنه رآه يدخن وكان قد حذره أكثر من مرة. وكما يقول: "حذرني والدي وكنت أقول له لن أكرر ذلك، وصدقني والدي لكنني دخنت سرا، واكتشف ذلك فطردني من المنزل وقال لي لا تعد مرة أخرى، ولجأت إلى بيت صديقي الذي أعادني والده إلى البيت وقبلت رأس والدي ويده ووعدته ألا أفعل ذلك مرة أخرى، وسامحني على أن أحافظ على وعدي بعدم التدخين ولا أعود إلى أصدقاء السوء".


إصرار على الخطأ

ويطرد "أبو محمد" (45 عاماً) ابنه حينما يتجاوز الخطوط الحمراء، كما يقول: "حتى لا يقتدي إخوته الصغار به، والخطوط الحمراء لديه التدخين وضرب إخوته البنات. ويرى "أبو محمد" أنه أكثر الأساليب نجاحا في التعامل مع ابنه الذي يصفه بالعنيد، مع علمه بالمكان الذي يذهب إليه ابنه، حيث يذهب لبيت عمه".

ويشاركه الرأي (إبراهيم، هـ) الذي يلجأ إلى طرد ابنه لأنه -كما يقول- لا يستمع إلى كلامه ويفعل ما يحلو له. والطرد في رأيه طريقة لتأديبه، لكنها كما يقول: "لا تجدي نفعا معه لأنه يكرر فعلته ويصر على رأيه دائما ويخطئ ولا يعترف بخطئه"، وهي أمور من وجهة نظره تستحق طرد ابنه من البيت لتأديبه عليها مع العلم أنه لا يعرف أين يذهب حينما يطرده ولا يهتم لذلك لأن ابنه أصبح شابا ويعتمد على نفسه حيث يبلغ 18 عاماً".

أما "خ، ع" (50 عاما) الذي طرد أبناءه من البيت لأنهم يخالفون أوامره، لا يهتم لما آل إليه أمرهم ولا يسأل عما حل بهم، ويصر على موقفه، ويقول: "من يرغب في العيش معي فلينفذ ما أقوله ومن يصد عن ذلك فلا حاجة لي به في منزلي".

أما المدرس "ن، ج" فقد طرد ابنه لأنه لم يحصل على معدل مرتفع في الثانوية العامة، رغم أنه كان متفوقا طوال سنين دراسته، فيقول: "أصبت بصدمة كبيرة حينما سمعت النتيجة وتصرفت بطريقة غريبة وطردته من البيت، لكنني أعدته إلى البيت فور هدوئي حيث كان في بيت جارنا. ويعترف "ن.ج" بأنه لم يندم على شيئ كما ندم على طرد ابنه ويقول: "شعرت أنني أطرد روحي من جسدي".

كارثة

ويرى أبو إسماعيل عودة، محاسب، (48 عاماً) أن طرد الأبناء كارثة بحقهم، ويتساءل: "كيف يترك الأب ابنه ليكون مآله للشارع ورفاق السوء". ويشير إلى أن هناك العديد من الأساليب التي يمكن إتباعها مثل حرمانه من المصروف، أو الخروج مع أصدقائه، لكن ليس بطرده.

و يشاركه الرأي المهندس محمد المدهون، الذي يرى أنه جريمة بحق الأبناء مهما كان خطأهم وفعلهم لأن الأهل هم من يتحلمون المسئولية.

تعليقات