القولون العصبي.. داء العصر الجديد !

القولون العصبي.. داء العصر الجديد

تقرير : محمد يونس شاهين

في خضم الأوضاع المعيشية الصعبة وتعدد المشكلات والهموم التي يعيشها الغزيون تزداد الإصابة بمرض القولون العصبي أو ما يعرف علميا بمتلازمة الأمعاء المتهيجة ، لمعرفة المزيد عن هذا المرض كان لقاؤنا مع الدكتور ياسر المجدلاوي ، اختصاصي الأمراض الباطنية بمستشفى شهداء الأقصى ..

د.ياسر، ما هو القولون العصبي ؟

هو مرض هضمي شائع يصيب حوالي 20% من البالغين وهو  حالة يتفاعل أو يتعامل فيها الجهاز الهضمي للشخص بطريقة غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات أو عند تعرض الشخص لبعض الحالات النفسية فينتج عن هذا اضطرابات مثل  انتفاخ في البطن وكثرة الغازات وآلام غامضة ومتكررة وإسهال أو إمساك. وحالة القولون العصبي هو خلل  مؤقت ومتكرر للجهاز الهضمي وليس بمرض عضوي.

هل تعني أن الحالة النفسية سبب من أسباب المرض ؟

السبب الحقيقي غير معروف ولكن الحالة النفسية كغيرها من العوامل تحرض ظهور أعراض المرض فهناك ثلاثة عوامل رئيسية قد تتسبب بظهور المرض وهي الحالة النفسية المتردية من توتر و قلق  أو حزن و اكتئاب و هذا لا يعني بالضرورة أن مريض القولون العصبي معرض للأمراض النفسية أكثر من غيره

و ما العاملان الآخران اللذان يحفزان ظهور المرض ؟

بعض الأطعمة و المأكولات مثل التدخين و الكحول والفلافل و القهوة و الحليب  والشوكولاتة  والفجل والشطة والأطعمة الدسمة بشكل عام. و أما العامل الأخير فهو التغيرات الهرمونية التي تطرأ على الجسم بشكل عام خلال مراحل البلوغ أو الحمل والولادة وغيره وربما لهذا السبب فإن نسبة الإصابة بين النساء ثلاث أضعاف نسبة الإصابة بين الرجال.

د.ياسر ، هلّا أعطيتنا فكرة عن أعراض المرض وكيفية تشخيصه ؟

تشمل أعراض المرض ألمٌ في البطن متكرر ومفاجئ مصحوب بالرغبة في التغوط وعادة ما يذهب الألم بالتغوط. و يصاحبه تغير في حالة التغوط الطبيعي إما بإسهال أو إمساك مع ظهور غازات عبر الفم والشرج انتفاخ بالبطن وأحيانا تقلصات مرئية و يشعر المريض بعدم الارتياح أثناء التغوط مع الإحساس بعدم التغوط الكامل.

هل هناك أمراض لها نفس الأعراض ؟

نعم ، وتشمل الإصابات الطفيلية والبكتيرية وسرطان القولون وقرحة الأمعاء والحصى المرارية وغيرها ، إلا أنه يمكن إستبعاد الإصابة بالقولون العصبي بمجرد ظهور أعراض أشد خطورة كوجود دم في البراز و النقصان في الوزن وغيرها و عادة ما نطلب من المريض إجراء تحليل براز لاستبعاد العدوى أو تأكيدها وقد نطلب أحيانا إجراء منظار القولون لفحص بطانته من الداخل.

و ما العلاج ؟

لا يوجد علاج قطعي ونهائي و لكن يعتمد العلاج على ثلاثة خطوط رئيسية نضمن للمريض أن يشفى تماما إذا ما التزم بها بشكل كامل و يتمثل الأول بنظام غذائي جديد يحدده الطبيب له خلال عدة جلسات ليتعرف تماما على تلك الأطعمة التي تسبب زيادة الأعراض وعليه الإلتزام بهذا النظام مدى الحياة في حال نجاحه وعادة ما يشمل النظام الغذائي أطعمة غنية بالألياف لتنظيم عملية التغوط بالإضافة إلى الأطعمة قليلة الدسم. والخط الثاني للعلاج يشمل تغيرات في نمط الحياة كترك التدخين و الكحول نهائيا و الابتعاد عن المنبهات كالقهوة مثلا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة التي تفيد في تصليح أي اختلال هرموني ممكن. الخط الأخير وهو الأصعب يتعلق بالحالة النفسية فيجب البعد عن كل ما يزعج المريض فيصيبه بالتوتر أو القلق أو الحزن وهذا ضروري جدا كما أسلفنا.

هل يوجد أدوية محددة ؟

نعم وعادة ما تكون خيار أخيرا و تقوم على أي خط يفشل المريض في الإلتزام به مثل إعطاء المهدئات و مضادات الإكتئاب و أدوية ترخي عضلات الأمعاء ولكن يجب الحذر من إستخدام الملينات إلا عند الضرورة فإن استخدامها بكثرة يؤدي إلى التعود عليها فلا يستطيع المريض أن يتغوط بدونها.

نصيحة أخيرة يوجهها الدكتور ياسر لجمهور القراء ؟

بعض الناس يعانون الأعراض  ولكونها خفيفة نوعا ما لا يراجعون الطبيب و يكتفي بالحصول على أدوية كالملينات و المسهلات على عاتقه الشخصي مما يزيد المرض سوءا و لذا يجب مراجعة الطبيب دائما لأخذ المشورة و النصيحة.

الدكتور ياسر المجدلاوي ، نشكرك على هذه المعلومات القيمة ونتمنى لك مزيدا من التفوق والنجاح في حياتك المهنية..

تعليقات