الفضول .. داء قاتل .. هل تحب أن يتتبع الله عورتك ؟؟

هل تحب أن يتتبع الله عورتك ؟؟

بكم إيجار بيتكم ؟ وكم غرفة فيه ؟ كم سنة مكثتم في بيتكم الأول ؟ كم سنة سكنت مع أهل زوجك ؟عسى معاملة أم زوجك معك جيدة ؟  كم راتب زوجك ؟ لماذا لم تتزوج بعد؟ هل أنت حامل ؟ لماذا لم تحملي بعد ؟ لماذا تتوقفين عن الإنجاب ؟ ما أسباب طلاقك ؟ منك أم منه ؟.

تساؤلات ذات ملامح مخيفة تدعو إلى التأمل والتوقف كونها ترتبط بالنسق الاجتماعي الذي ينبغي أن يكون قائماً على الاهتمام المقبول دون تجميد للعلاقات أو تدخل بشكل مفرط ، أو أن يتم التعامل معها من خلال تفسيرات وتبريرات متعددة، ترتكز في النهاية إلى أنه من باب المحبة والاهتمام، الفضول، قضية نطرحها للنقاش مع الشيخ الداعية جهاد الزرد.

هل حدثتنا عن الفضول؟

الفضول جمع فضل، والفضل في اللغة: المزية، والزيادة من كل شيء، والفضول غلب استعماله على ما لا خير فيه.

من هو الشخص الفضولي؟

هو من يشتغل بما لا يعنيه، نسبة له إلى الزيادة عن الحاجة أو البقية من الشيء، وهو عند أهل العلم من يتصرف في حق الغير بلا إذن شرعي، لكون تصرفه صادراً من غير ملك ولا وكالة ولا ولاية.

أي كل شخص يحب معرفة أسرار الناس أو الاستطلاع على أمور ليس له شأن فيها، بما يجلب الضرر له ولغيره، وهو الشخص الذي يعيش على أخبار غيره، ويقحم نفسه في أي موضوع يخص الغير.

ما أنواع الفضول؟

الفضول نوعان ؛ النوع الأول هو الفضول من النوع الجيد كحب الاستطلاع والمعرفة والاستزادة، فسؤال الطالب للمدرس حول أي قضية، سواء كانت متعلقة بالدرس أم لا، واستفساره عن التفاصيل وعن أمور تدور حول الموضوع، أو كالطفل الذي لا تخلو جلسته من السؤال عن أي أمر يراه أو يسمعه، فيعد فضولا إيجابيا حتى أن علماء التربية صنفوا ذلك في باب الذكاء، ولا ضير من ذلك، أما النوع الثاني وهو ما نتحدث عنه في هذه الزاوية فهو الفضول المزعج، كحب معرفة أسرار الغير والتجسس عليهم، فالفضول ضروري عندما يستغله الإنسان في شيء ينفعه ولا يضر الآخرين به ولا نفسه.


ما سلبيات وإيجابيات الفضول؟

التجسس على الآخرين وكشف أسرارهم والتطفل عليهم، ومعرفة ما يدور خلف جدران بيتهم من تفاصيل، والاستطلاع على أمورهم الخاصة، يعد من كشف عورات المسلمين التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدخل في باب التجسس، حيث يقول صلى الله عليه وسلم :"ولا تجسسوا"، فهو جانب سلبي. وأما الجانب الإيجابي فهو فضول الاستطلاع ومعرفة الأشياء المفيدة حتى يتثقف في حياته ، لأن هذا الجانب يجعل الإنسان ينمي عقله بشيء مفيد و يتعلم و يدرك ما هو صحيح.

نهى الإسلام عن الفضول ووضع له عدة ضوابط ما هي؟

أهم هذه الضوابط قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"، وقد عدّ العلماء هذا الحديث أصل أو قاعدة،  ينطلق المؤمن من خلاله، لفهم الفضول، أي لا يتدخل المرء في أمور لا تخدمه، و لا تنفعه، في حديثه ولا في دنياه، بل عدها كثير من العلماء ذميمة وجعلها الفقهاء لا تقبل شهادة من يتصف بهذه الصفة، وقالوا ربما نكاح الفضولي مطعون به، لأنه أمر يجلب المفسدة للشخص والمجتمع.

وقد تدخل أحد العلماء في أمر من أمور المسلمين، فألزم نفسه عقوبة لتدخله، صيام شهر كامل واعتبره فضولا مذموماً لا يخدم دينه ودنياه".

وقد بين لنا رسولنا الكريم خطورة الفضول، وتتبع عورات الناس بعضهم البعض فقال في الحديث :" يا من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه لا تتبعوا عورة المسلمين، فمن تتبع عورة أخيه المسلم تتيع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر بيته"، لأن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا تعقبه الله بعقوبة أليمة في الدنيا والآخرة.

تعليقات

إرسال تعليق