هل وضعت خطة لحياتك؟؟ الجزء الأول


هل جربت وضع خطة لحياتك؟


من لا يعتمد منهج التخطيط يقنع بأقل النتائج ومن يخطط لا يرضى إلا بأكبر قدر من النتائج

كثير من الناس يعيش بلا هدف، ولا خطة يسير عليها، حياته خالية من الالتزامات أو الضوابط، سواء على مستوى الفرد، أو الجماعة، أو الأمة، فتسأل الطالب، أو الشاب أو الفتاة أو الزوج أو الأم عن خطة لحياتهم ، فلا تجد إجابة على سؤالك، بل تسأل مؤسسة عن إستراتيجيتها وخطتها تجد أنها تسير بلا خطة، وماذا بعد؟! 

و ترى كثير منهم يصاب بالإحباط عندما لا يجدون الطريق الذي يقودهم إلى مستقبل واعد، و على ارغم من وجود الرغبة لديهم للتخطيط ، إلا أنهم لا يعرفون كيف ومن أين يبدؤون؟ لذلك فإن معظمهم يشعر بالضياع وكلما بدأ في أمر توقف في منتصفه، وذلك لأنه يفقد ميزة التخطيط والتنظيم في الحياة!

مدونة الأسرة المسلمة تركت مساحات من صفحاتها للحديث مع أهل الاختصاص عن ماهية التخطيط، ومعرفة أسباب عزوف الكثيرين عنه، ومعرفة مزاياه وفوائده، وخطواته. 

بلال نسمان محاسبة مستوى ثاني، يقول:"أنا اعرف ماذا أريد، وأعرف  سبل الوصول إليه، دون وضع خطة معينة، فعندما أُقدم على أمر معين أنفّذه، كالحصول على رخصة القيادة فأسعى لتحقيقها، لكني لا أضع أهدافاً عديدة في خطة وأمشي عليها، فانا لا أحب الارتباط و الالتزام في أمر معين، وكلما أقدمت على هدف وأردت تحقيقه، أُنجزه".

محمد درويش تخصص هندسة، نموذج مختلف لطالب جامعي رسم مستقبله من خلال وضع خطة يحاول جاهداً تحقيقها، يسرد لنا قصة نجاحه وتفوقه منذ صغره فيقول: كنت منذ الصغر أنظم وقتي و أملؤه بما هو مفيد فكبر معي هذا الإحساس، وقد وضعت خطة لنفسي منذ صغري أن أدخل مجال الهندسة، و أبدع في عالم الكمبيوتر، وأكون واسع الثقافة والاطلاع في شتى المجالات، الثقافية والدينية، والعلمية، حيث قرأت العديد من الكتب الثقافية المتنوعة .

ويذكر محمد تجربة نجاحه في الثانوية العامة فيقول: المعروف أن الثانوية العامة أهم مرحلة في مراحل الدراسة والجميع يسعى للحصول على أعلى مستوى وبالطبع هذا كله لن يأتي من فراغ بل من جد واجتهاد وتعب وسهر ليالي لذلك كان وقتي في هذه المرحلة يتمتع بنوع خاص. و يحدثنا محمد عن برنامجه اليومي فيقول: أستيقظ عند صلاة الفجر فأصليها في المسجد جماعة ليوفقني الله في يومي ويباركه لي، وبعد أداء الصلاة أقرأ ما تيسر من القرآن وأعود إلى البيت حيث كان أبي يعلمني مادة الأحياء كونه طبيباً وبعد ذلك اذهب على المدرسة بعد الإفطار وأرجع منها فأتناول طعام الغداء وأدخل غرفتي فأبدأ الدراسة إلى الليل وطبعاً عند موعد كل صلاة أذهب إلى المسجد لأداء الصلاة نسبة 96.6  بفضل الله عز وجل.


كيف تخطط لحياتك؟

يشاركنا التحقيق أحمد الشاويش- 18 عاما – الذي يقول :"حاولت مرارا وضع خطة لحياتي بعدما سمعت الكثير عن التخطيط، لكني فشلت ولا أعرف كيف أضعها على الرغم من رغبتي الشديدة في تحقيق ذلك لما لهذا الأمر من تأثير كبير في تغيير مسار الحياة، فلا أعرف كيف ومتى ومن أين أبدأ؟". 

تركنا الإجابة على هذه التساؤلات لعاطف شويخ ماجستير إدارة ليرسم لنا خطوات التخطيط فينصح من يَقدِم على وضع خطة بعمل عدة نقاط تتمثل في تحليل الوضع الحالي، ممثلا:" هل تريد أن يمر العام الدراسي كما مر العام الماضي؟ فتندم على الأوقات الثمينة التي ضاعت بين لهو و كسل و ضعف في الهمة، فتحصل على درجات أقل من مستواك وقدراتك العقلية، إذا كانت الإجابة بلا فقم بجلسة مصارحة مع النفس واسأل نفسك إلى أين سأذهب؟ وكيف سأصل؟". 
وأما الأمر الآخر فهو تحديد الهدف، يجب أن تكون لديك أهداف واضحة و محددة و طموحة، وفي النهاية يجب تصميم وكتابة سيناريو الحياة، بحيث تتعامل مع أهدافك بالورقة والقلم، فلا فائدة من خطة بدون ورق، فتلك ليست خطة بل فكرة.

ويبين شويخ صفات الهدف الحقيقي بحيث يكون واضح كالشمس، ومحدد ودقيق، ويجب أن يكون الهدف طموح، وعملي مكتوب، وإجرائي واقعي يناسب تركيبة كل شخص النفسية، كذلك أن يكون قابل للتحقيق و يراعي المستوى التعليمي والاجتماعي، و يناسب قدرات و إمكانيات ووضع الشخص. 


لا أعرف كيف أبدأ؟

نموذج آخر لاستطلاع مدونة الأسرة المسلمة حول التخطيط، التقت فهيمة عبيد 16 عاماً والتي ترغب أن تكون ناجحة في حياتها ودراستها، وتريد أن تكون ذات شأن في المستقبل، فتقول:" لدى رغبة كبيرة في صنع نفسي وتكوين ذاتي، لأكون شخصية متعلمة و ناجحة، لأساعد نفسي وأساعد الآخرين، و أخدم وطني، و أطبق ما أمرني به ديني، وأصنع شخصية تتحمل صنع القرار و اتخاذه، دون الاعتماد على الآخرين لكني حقيقة لا أعرف كيف أبدأ في التخطيط، ولأننا تعودنا على نمط معين في الحياة لا يعتمد على التخطيط والتنظيم، و يعتمد على سير الحياة برتمها المعتاد، أجد صعوبة في البدء في التخطيط".

فهيمة نموذج يعبر عن الكثيرين ممن أرادوا التغيير في ظل الواقع المعاش لكنهم، يفتقدوا إلى المُوجِّه الذي يرشدهم إلى أولى الخطوات لتحقيق ما يصبو إليه، شويخ يقدم لنا مجموعة خطوات تحت عنوان كيف أبدأ التخطيط فيقول:" يجب في البداية تحديد جوانب القوة والضعف للشخص، ثم التعرف على الفرص المتاحة.

والتعرف على التحديات والمخاطر، مثال طالب صحافة:

نقاط قوتي:علم الصحافة،التدريب في المؤسسات الإعلامية، علاقات عامة مع الإعلاميين والمؤسسات.

نقاط ضعفي: ضعف الهمة، غير مخطط، كثير التسويف، مزاجي.

الفرص:وجود العديد من المؤسسات الإعلامية و الإعلاميين يمكن التواصل معهم.

التحديات:لا استطيع، لا أمتلك القدرة على المواجهة، مشغول، خائف من الفشل.  

ويقدم  شويخ مجموعة من الخطوات لتحقيق الأهداف قائلا:" استعن بالله واكتب أهدافك في ورقة صغيرة وضعها في جيبك وراجعها كل يوم، وأطلق العنان لنفسك للتخيل، فتخيل نفسك وقد أنجزت ما خططت له، أو تخيل ما تريد إنجازه، وتصرف كأنك حققت الهدف بالفعل، واقترب كل يوم قليلا من تحقيق أهدافك، وتحمل مسئولية نفسك وحياتك، وتقبل التغيير وكن مرن ولين وركز على ما تريد الحصول عليه، وركز على الأهداف ذات الأولوية القصوى. 

و يتابع قائلا:"خطوتك الأولى في تنفيذ خططك هي أهم إجراء، بل تدفعك إلى النمو والتطور المستمرين؛ لذا عليك أن تعي بدقة ما هي خطوتك الأولى ومتى تبدأ بها؟ ولا بأس أن تكون الخطوة أو المهمة الأولى سهلة نسبياً حتى تكون دافعًا لك لإنجاز المهمات الشاقة، وأخيراً يجب أن تعمل على وصل المهمات بالغايات بعيدة المدى والتي تأمل تحقيقها"، بتلك الكلمات يقدم شويخ نصيحته لكل من أراد أن يضع قدمه في طريق التخطيط للوصول إلى سبل النجاح".

انتظرونا في الجزء الثاني .. أريد أن أكون طبيبا وداعية

تعليقات