زوجوني مسايرة! .. هل يقبل الله توبة العبد؟ .. كيف تمزح ؟ الصلاة والمجسمات؟

زوجوني مسايرة !

يجيب عن التساؤلين د. ماهر السوسي أستاذ الشريعة في الجامعة الإسلامية

أنا خاطب منذ سنة ونصف وثبت زواجي في المحكمة ووضعي المادي لم يكن يتحسن ويرفض أهلي أن أتزوج وأسكن معهم في البيت، علماً أنني كنت متفق مع والدي منذ البداية أن أسكن في بيتنا القديم، لكنهم غيروا رأيهم لأنهم لا يريدون الفتاة  لأسباب واهية،  واكتشفت أنهم زوجوني فقط (مسايرة) على حد قولهم ومع ذلك قلت لا أريد شئ و ساستأجر بيت والفتاة تقبل بالقليل مقابل أن نتزوج ونرتاح من هموم الخطبة وبعد هذا تقول أمي إذا تزوجتها ستغضب علي، ما أفعل؟ فأنا أحبها وأريد العيش معها؟


الأخ السائل الكريم: اعلم أنه لا يجوز شرعاً خِطبة المرأة (مسايرة) كما تقول؛ وأن هذا يعتبر عش وخداع، والإسلام يحرم هذا الأمر شكلاً وموضوعاً، حيث جاء في الحديث الصحيح "من غشنا فليس منا".


ومن هنا فإن من فعل ذلك من أهلك هو عاصٍ لله تعالى، ويجب عليه أن يحدد موقفاً واضحاً من هذا الزواج، وعليك أنت بالذات أن تحاول محاورة أهلك في هذا الموضوع، وإن كنت لا تقدر فعليك بمن يمكن أن يكلمهم أو يكون له سلطة عليهم بحيث يرشدهم إلى أن ما يفعلونه هو محرم عليهم شرعاً، فإما أن يتموا هذا الزواج ، وإما أن يتركوا هذه المرأة لحال سبيلها، ومع دفع كامل حقوقها الشرعية.

أما من ناحية تهديد أمك بالغضب عليك ، فإن الله تعالى لا يقبل إلا دعاء المظلوم فقط، فاحرص ألا تظلم أمك وأن تتصرف تصرفاً فردياً بدون رضاها، الموضوع الذي طرحته لا يمكن تجاوزه إلا بالحوار والتفاهم، والله الموفق.

هل أنا عـــــاق لوالدي ؟

والدي يطلب مني أن أعطي له الراتب كي يتصرف هو في إدارة المنزل لكنه لا يفعل ذلك فحينما يأخذ الراتب لا يلبي احتياجات المنزل واضطر إلى الاستدانة لتلبية احتياجات المنزل و يبقى الراتب معه يصرف القليل منه فقط، وقررت أن لا اعطيه الراتب مرة اخرى و أن أتولى إدارة المنزل كي ألبي احتياجات المنزل، فغضب علي ومنذ ذلك اليوم لا يكلمني، وحاولت أن أحادثه لكنه متجنب عني ولا يريد محادثتي وما زلت أحاول ولن أمل ذلك، فهل ما فعلته عقوق؟

الأخ السائل الكريم حفظه الله تعالى:

إن العلاقات الأسرية يجب أن تقوم على المعاشرة بالمعروف، ومبنية على الحوار ما بين أفراد الأسرة، وتعلم أن الإسلام قد جعل لكل فرد من أفراد الأسرة حقوقاً وواجبات، ومن واجبات الأب على أولاده أن ينفقوا عليه إن كان فقيراً، ومن واجبات الأب النفقة على أبنائه ورعايتهم طالما أنهم عاجزون عن رعاية أنفسهم، ومن حق أبيك أن يطالب براتبك لينفق منه على الأسرة بشرط أن لا يلحق الضرر بك، وبشرط أن ينفق على الأسرة بالفعل، وبالقدر اللازم، وإن لم يفعل ذلك فهو عاصٍ لله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل في بيته راعٍ وهو مسوؤل عن رعيته".

ومهما كان تصرف أبيك معك فلا يجوز لك أن تغضبه، أو تتجنب عنه حتى لو تجنب هو عنك، لقول الله تعالى، (وإن جاهداك على أن تشرك بي شيئاً فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً).

لذلك عليك بمحاورة أبيك ومحاولت مناقشت هذا الأمر معه باللتي هي أحسن، وبطريقة لا يكون فيها اعتداء على مشاعره أو أحاسيسه، والأمر يحتاج إلى جهد وتعب، وإن لم تستطع أنت القيام بهذا العمل، فعليك بمن يقوم به من المقربين إلى أبيك وممن يستطيعون التأثير فيه، الأمر كما قلت يحتاج إلى مثابرة وبذل جهد، ولكن في النهاية يمكن بالحوار إقناع هذا الأب بالوضع المناسب لإدارة البيت، والله تعالى الموفق.

ما حكم الكدرة التي تنزل من المرأة قبل الحيض؟

ما حكم الكدرة التي تنزل من المرأة قبل الحيض بيوم أو أكثر أو أقل، وقد يكون النازل على شكل خيط رقيق أسود أو بني أو نحو ذلك وما الحكم لو كانت بعد الحيض؟

يجيب عن التساؤل د. مازن هنية المستشار الشرعي لرئيس الوزراء الفلسطسني

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله، وصحبه، ومن مضى على سنته، وبعد:

الصفرة والكدرة في وقت الحيض من الحيض وهي مقدمة الحيض، فإذا رأت المرأة الصفردة الكدرة قبل الدم فذلك يعني دخولها في الحيض من لحظة رؤية الكدرة و الصفرة.

كذلك الكدرة والصفرة في نهاية الحيض من الحيض، حتى ترى المرأة علامة الطهر؛ عن عَلْقَمَةَ بن أبِي عَلْقَمَةَ عن أُمِّهِ مَوْلاَةِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أنها قالت كان النِّسَاءُ يَبْعَثْنَ إلى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها بِالدِّرَجَةِ فيها الْكُرْسُفُ فيه الصُّفْرَةُ من دَمِ الْحَيْضَةِ يَسْأَلْنَهَا عَنِ الصَّلاَةِ فَتَقُولُ لَهُنَّ لاَ تَعْجَلْنَ حتى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الْحَيْضَةِ

أما بعد رؤية علامة الطهر فإن الكدرة والصفرة لا تضر في شيء والمرأة ليست في حال الحيض برؤيتها لهما، عن أُمِّ عَطِيَّةَ وَكَانَتْ بَايَعَتْ النبي  صلى الله عليه وسلم  قالت: "كنا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شيئا"

أما الخيط الأسود أو البني في وقت الحيض فهو حيض ودم الحيض على ألوان كثير منها البني والأسود.

هل يقبل الله توبتي؟

يجيب عن الأسئلة  د. جمال حشاش أستاذ الشريعة الاسلامية في جامعة النجاح الوطنية

أنا شاب أبلغ من العمر 28 عاماً، لم أكن أصلي، كما أنني كنت مدخن، و لا اهتم كثيرا والدي و اخوتي ، لكنني والحمد لله هداني الله بفضله و رحمته على يد مجموعة من الشباب الذين تعرفت عليهم في عملي الجديد و اصبحت لا أقطع فرضا و ابتعدت عن التدخين او صبحت بارا بوالدي و أتمنى ان يغفر لي الله ذنوبي السابقة و يقبل توبتي، وأنا محتار في المدة الماضية، هل سيحاسبني الله عليها وعلى ما كنت افعله، لأنني مكلف مسلم وعاقل وبالغ، أم ان الله سيغفر لي وماذا أفعل كي أكفر عنما فعلته سابقا؟

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (التوبة تجُب ما قبلها). أي تهدم ما قبلها، وتمحوه. ويقول عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). فأبشر بالخير، فالتوبة بحمد الله تكفي، ومعناها الندم على ما مضى منك من الترك، والحزن على ذلك، والعزم أن لا تعود على ما كنت عليه فتحافظ على الصلاة في أوقاتها بالطمأنينة والخشوع، وتترك التدخين بلا عودة و تبر بوالديك وأخوتك و تطلب منهم السماح على ما صدر منك من تقصير في حقهم.

وفيما يتعلق بالصلاة فليس عليك القضاء، فما يكون قبل التوبة من ذنوب و معاصي إذا تاب الشخص توبة نصوحا فإن الله يقبلها ولا يحاسبك عما مضى وما عليك إلا الإكثار من الاستغفار، وتحقيق شروط التوبة والمتمثلة في ترك الذنب، والندم الشديد عليه، والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى، والشرط الرابع إذا كان يتعلق الذنب بالعباد فعليك أن تعيد الحق لأهله، والاصرار على التوبة بصدق وإخلاص نية، وعليك الإكثار من النوافل إذا أردت ذلك فإذا زدتها كان ذلك خير و فضل، فهو ليس واجبا إنما زيادة في الخير واحرص على رفقة الخير ومجالسة الصالحين التي تذكرك دائما بالله عز وجل وبالطاعات والعبادات، وابتعد عن الرفقة السيئة، واطلب رضا والديك عليك باستمرار.

وقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة متفق عليه . وفي رواية لمسلم لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح

ففرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .

كيف أعين نفسي على نفسي!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: عندي مشكلة مزمنة أحاول التخلص منها ولكني لا أستطيع المشكلة هي تكاسلي عن الأخذ بأسباب الرزق بالرغم من أنني أحب عملي وعندي خطة لهذا العمل وللأهداف التي سأحققها، مشكلتي أنني دائماً أضع خطة عمل أسبوعية ولكنني دائماً أستيقظ صباحاً وعندما أريد الذهاب إلى عملي أحس جسمي متثاقلاً ولا أرغب بالعمل، ما الوسائل التي تعينني لاتغير؟

أخي الكريم بداية يجب أن تفرق بين مفهومي التوكل والتواكل ؛ فالتوكل يعني الاعتماد على الله عز وجل بعد الأخذ بالأسباب، والتواكل؛ يعني التوكل على الله دون الأخذ بالأسباب، والعمل الشرعي يتطلب التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب و كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم لصاحب الناقة :" هلا عقلتها ؟ "، قال:" لا "، فقال:"اعقل و توكل"، وأنصحك أيها السائل الكريم بلزوم صلاة الفجر في جماعة، والإكثار من دعاء النبي صلى الله علبه وسلم، الوارد في حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم– ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ « يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِى أَرَاكَ جَالِسًا فِى الْمَسْجِدِ فِى غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ ». قَالَ هُمُومٌ لَزِمَتْنِى وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَمًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ». قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ ». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّى وَقَضَى عَنِّى دَيْنِى ( سنن أبي داود )، وعليك أن تضغط على نفسك وتلزمها بتنفيذ الخطط التي وضعتها، لأن النفس كسولة ملولة تحب الراحة والدعة.

كيف تمزح  ؟

أخي دائم المزاح، بشكل كبير ومتكرر، واحيانا كثيرة يُحرج الآخرين بمزاحه و يُلحق بهم الضرر سواء بالألفاظ او بغير ذلك، فما حكم المزاح في الإسلام ؟ وما هي ضوابطه؟

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا، فكان يمازح كبار الصحابة، كما كان يمازح زوجاته، ومن أمثلة مزاحه صلى الله عليه و سلم، أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :" يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة"، فقال: "يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز "، قال:" فولت تبكي"، فقال: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول: (إنا أنشأناهن إنشاءا فجعلناهن أبكارا عربا أترابا ).فالمزاح جائز في الاسلام ولكن له ضوابط لابد من الالتزام بها فلا يجب أن يكون المزاح كذبا، كما يجب أن يكون في حدود الأدب، و فيه احترام لخصوصيات الآخرين، فإذا خرج عن هذه الضوابط أو ألحق أضرارا سواء مادية أو معنوية فهو غير جائز، فلا ضرر ولا ضرار.

كيف تسأل دون تطفل؟

يجيب عن التساؤل د. نسيم ياسين الأستاذ المشارك في كلية أصول الدين - أمين سر رابطة علماء فلسطين

كثيرا ما أواجه تدخل  وفضول في أدق تفاصيل حياتي، علما أنني أحترم خصوصيات الناس، فكثيرا ما يحرجونني بأسئلتهم التي لا نهاية لها، فما حكم ذلك و ما النصيحة التي توجهها لمثل هؤلاء الأشخاص الفضوليين؟

أخي الكريم، الفضول نوعان أحدهما محمود والآخر مذموم، أما المحمود فهو محاولة الإصلاح، و ذَكَر الله تعالى فيه الثناء، فقال تعالى﴿ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ ( سورة النساء : 114) وأما النوع الثاني من الفضول فهو المذموم الذي يتدخل فيه المرء في خصوصية أخيه و يحاول معرفة دقائق أموره و هذا يعني الاعتداء على حريته و حقوقه، فلكل انسان أسراره، وها ما حرمه الإسلام فالإنسان مسئول عن كل كلمة يتحدث بها. ويكفي المتطفل زاجرا عن تطفله واتباعه لعورات الناس قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :(من ستر عورة أخيه ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته) رواه ابن ماجه والترمذي. وقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) رواه الترمذي وصححه الألباني.

الصلاة والمجسمات

هل تصح الصلاة في غرفة تحتوي على صور و لعب أطفال مجسمة؟

تصح الصلاة فيها، ولكن يكره الصلاة في غرفة فيها مجسمات، والفعل المكروه هو ما يثاب تاركه و لا يعاقب فاعله.