توفيت وهي غاضبة علي .. ماذا يفعل ميت القلب؟

يجيب عن التساؤلات أ. محمد رجب أستاذ الشريعة الإسلامية في الجامعة الإسلامية

توفيت وهي غاضبة علي!!

س1: توفيت والدتي وهي غاضبة علي و كنت سيء الطباع، لكنني تغيرت والحمد لله أحاول أن اجتهد الآن في الطاعات وأتمنى أن يسامحني الله على ما قصرت وفعلت، فهل أكون آثم بعدما صلح حالي وماذا أفعل في موضوع غضب والدي علي قبل مماتها؟

بداية لا بد من التوبة الصادقة، فعليك بالتوبة إلى الله والندم على ما فعلت والإقلاع عن الذنوب، والإكثار من الاستغفار لعل الله تعالى يكفر عنك ما فعلت.

وادع لوالديك واستغفر لهما، والصدقة عنهما من جملة البر بعد الموت، لعلَّ الله يخفف عنك بذلك ما سبق من عقوق وتكون بذلك باراً لهما ولعل هذا ما ورد في بعض الأحاديث مع تأكيد العلماء لصحة معناها، ثم ينبغي الإكثار من الصدقة عنهما ، فإن هذا كله مما شرعه الله - جل وعلا - في حق الولد لوالديه ، ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- أنه سأله

سائل : (هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم: (الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ).

 هذا كله من برهما بعد الموت ، والصلاة عليهما معناه الاستغفار والدعاء، وإنفاذ عهدهما ، يعني وصاياهما ، إذا أوصيا بشيء لا يخالف الشرع، من برهما أن ينفذ الوصية الموافقة للشرع ، وإكرام صديقهما، أصدقاء والديه، يكرمهما ويحسن إليهما، كذلك صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، كالإحسان إلى أخواله وأعمامه وأقاربه من جهة الأب، ومن جهة الأم ، سواء الأعمام والأخوال ، كل هذا من بر والديه.



ميت القلب!!

ماذا يفعل ميت القلب؟

إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولذلك أنصح السائل بأن يضرع إلى الله تعالى أولاً في الخلوات والصلوات والأوقات المباركة كيوم الجمعة وساعات السحر وما بين الأذان والإقامة وعند نزول المطر أن يرزقه الله قلباً خاشعاً منيباً ولساناً ذاكراً وعيناً دامعة، وليلح على الله تعالى بذلك؛ فإن الله حيي ستير يستحي أن يرفع عبده يديه إليه ثم يردهما صفراً خائبتين.

ثم إن الطريق إلى الجنة قد بينها الله ، فقد قال سبحانه وتعالى:" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية* جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه "، فقد جعل المولى تعالى خشيته والخوف منه سبيلاً لدخول جنات عدن ولنيل رضوان الله.

 لكن يا ترى كيف لنا أن نتحصل على خشية الله ومراقبته؟ وهذا ثاني أمر في العلاج:

من خلال تأملنا لقول الله تعالى :" إنما يخشى الله من عباده العلماء"، فالله جل وعلا يحصر حصول الخشية لعباده بشرط واحد ووحيد ألا وهو العلم، وقد أكد هذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:" والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً وبكيتم كثيراً ولخرجتم إلى الله في الصعدات ( الطرق) تجأرون إليه من شدة غضبه وسطوة انتقامه"، وهنا كيف السبيل للحصول على العلم الذي يوصل إلى الله، أولا يكون بإخلاص النية لله تعالى، فييسر الله بذلك تحصيل العلم للمتعلم، وحضور مجالس العلم، والأماكن التي يعظم فيها الله تعالى، كالمساجد والفضائيات الفاضلة، كذلك صحبة أهل العلم وأصحاب الهمم العالية، وقراءة سير العظماء والعلماء والمخلصين في كتب السيرة والتاريخ والتراجم، وأخذ جرعات إيمانية من خلال سماع دروس الإعجاز القرآني والسني، يضاف إليها زيارة المرضى والمحتضرين ومشاهدة أحوالهم.
يجيب عن التساؤلات د. جمال حشاش أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية

لا تخبريه بذلك

أنا امرأة عاملة أنفق على البيت لأن زوجي لا يعمل وإذا عمل فعلمه متقطع كنا نسكن بيت أجار وادخرت جزء من المال واستدنت جزء آخر واشتريت بيت وما زلت أسدد الدين المتبقي وفي العقد طلب زوجي تسجيل البيت باسمه وحينما رفضت حفظا لحقي حدثت المشاكل بيننا؟ فما المخرج الشرعي لذلك إن وجد بحيث أحفظ حقي ولا يؤثر ذلك على حياتنا؟

لا يجوز للزوج تسجيل البيت باسمه لأنه لم يدفع شيئاً، ويجوز لك تسجيل البيت باسمك دون علمه بذلك ولا إثم عليك في هذا الشأن ولو دون علمه، وذلك حفظا لحقك مستقبلا، أو يمكنك توكيل محام و تعطيه مبلغ ما و يقوم بالإجراءات لتسجيله باسمك وبهذا تحفظين حقك وتحفظين استقرار بيتك.
هل عليها إثم؟

والدتي بلغت من العمر سبعون عاما وأحيانا تعي ما يدور حولها و أحيانا لا تعي ذلك، وحينما تعي ما حولها تصلي و تأتي أوقات بها صلاة لا تعي فيها فلا تصليها فهل تكون آثمة وحينما تعي أحيانا لا تتوضأ ومهما حاولنا إقناعها لا تفعل و تصلي دون وضوء فما يكون عليها؟

إذا كانت مدة عدم التركيز قصيرة ساعة أو ساعتين، فلا إثم عليها وتصلي الصلاة التي فاتتها قضاء، أما إذا كانت المدة طويلة عدة أيام أو شهور فلا صلاة و لا صوم لها و لا تأثم لأنها تكون بحكم المجنون الذي لا يعي ولا يدرك ما يدور حوله، فإذا فقد  الإنسان وعيه، وصار لا يهتدي إلى شيء، ولا يعقل ما يصدر عنه من أفعال أو أقوال، فإنه يكون في حكم المجنون ، والمجنون غير مؤاخذ بما يصدر عنه ؛ لما روى الإمام أحمد وأصحاب السنن من حديث عائشة مرفوعا: رفع القلم عن ثلاث: "عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق". وفي رواية: عن المعتوه حتى يعقل.

تعليقات