الأفلام الكرتونية المنتجة من الغرب خطر يحدق بأطفالنا ومرتع للفكر الهدام

الأفلام الكرتونية المنتجة من الغرب خطر يحدق بأطفالنا ومرتع للفكر الهدامhttp://www.pokemongamesnow.com/images/pokemon3.gif
يدور الحديث في فلك المربين حول الأفلام الكرتونية، بما تحمله من قيم متعددة ما بين السلب والإيجاب، وعلى اعتبار أن الأدب هو نتاج الفكر والمعتقد، فإنه من المؤكد أن يتأثر الفيلم الكرتوني بثقافة وعقيدة كاتبه، وذلك ما ينعكس على الأفلام الكرتونية المنتجة من الغرب والتي تبث سمومها إلى أطفال العالم الإسلامي.
رصدت "السعادة" مشهد للفيلم الكرتوني توم وجيري ويمثل المشهد توم وهو يرفع السكين على جيري، وجيري ينجو كالعادة و يهرب ويصعد الدرج إلى الطابق الأعلى هرباً من القط توم، ولكن توم بذكائه يسحب السجاد من تحت قدمه ليعيقه من التقدم، لم يكن الأمر بالحسبان فالبيانو بدأ بالسقوط من الأعلى لأسفل فماذا سوف يحصل لتوم؟ هل سينجو؟ وقع البيانو على توم ومات، وفجأة ظهر درج ذهبي من السماء فركبت عليه روح توم! والسؤال المتوقع، هل سيدخل توم الجنة أم النار؟
صعد وصعد وصعد وصعد إلى السماء ولكن استوقفه قط أبيض عجوز ومعه كتاب توم، وبدأ بمرحلة الحساب كما أظهر المشهد، وخمِّن من يكون هذا "القط العجوز"، تصفح القط العجوز كتاب توم فوجده من أصحاب الشمال وأن ذنوبه أكثر من حسناته، ولكن القط العجوز قط رحيم ففكر وأعطى توم فرصة أخيره للرجوع إلى الحياة مرة أخرى لساعة واحدة فقط وبشرط، كما ظهر مضمون الرسالة في المشهد "أن يعتذر توم للفأر جيري وأن يعامله معاملة طيبة وأن يحصل على شهادة موقعة من الفأر جيري تشهد أنه سامح القط توم"، وسوف يكون الرجوع للحياة لساعة واحدة فقط وإن لم يحصل على الشهادة موقعة من الفأر جيري دخل النار التي يحرسها الكلب الشرير خالداً مخلدا.
وافق توم ورجعت روحه إلى الأرض على شكل دخان أبيض ودخلت إلى جسد توم الميت فعاد إلى الحياة. المهمة الملقى على عاتق توم أن يسجد وأن يتوسل للفأر جيري حتى يقبل اعتذاره، لكن الفأر يرفض! تمر الدقائق بسرعة وجيري الحقود لا يقبل اعتذار توم ويرفض التوقيع، تمر الدقائق الأخيرة 4، 3، 2، 1،00
انتهى الوقت ولم يحصل توم على التوقيع، ففُتح له باب من أبواب جهنم فيسقط فيه توم إلى الدرك الأسفل من النار والعياذ بالله. كما تم عرض المشهد.
والكلب ينتظر سقوط توم في القدر ليذيقه العذاب، وفجأة يستيقظ توم من نومه. نعم إنه كان يحلم وإن ما حصل له من موت ومحاسبة ودخول النار إنما هي كوابيس وأضغاث أحلام وليست وقائع، الحمد لله لقد كان هذا إنذار لتوم، توم الآن يريد أن يحسِّن علاقته مع جيري ليكون من أصحاب الجنة إذا مات في الحقيقة. يدق توم باب جحر الفأر جيري ويصافحه. طبعاً الفأر جيري لم يعرف بالموضوع ولكنه قبل الوضع الجديد، وهذه كانت بداية المحبة مع جيري.
هذه حلقة واحدة فقط من حلقات (هدم العقيدة) في قلوب الأطفال، وليس أدل على ذلك ما قاله رئيس شركة "وورنر بروثرس" حول توم وجيري حيث قال: "نحن نصنع هذه الصور لنبين الصورة الحقيقية لما يجري في الشرق الأوسط، فالفأر جيري صغير وذكي يدل على اليهود الاسرائليين، والقط توم كبير وغبي ويدل على العرب, ولا يستطيع العيش بدون الفأر لدرجة أنه إذا قتله يحزن عليه وإذا استدعت الحاجة يتدخل الكلب الكبير والمتمثل "أمريكا" لإنقاذ الفأر.
أطفالنا وأفلام الكرتون
استطلعت "السعادة" آراء مجموعة من الأطفال، وكما هو حال الأطفال في مثل سنه، فإن الطفل يزن الكحلوت 9 سنوات، يعشق مشاهدة توم وجيري وينتظر قدوم حلقاتهما بفارغ الصبر، فهو يحب أن يرى جيري "الفأر" وهو يقوم بحيله المتعددة تجاه توم "البس" الذي غالباً ما يتصرف بغباء.
يزن يقول لـ "السعادة": "أحب أن أرى جيري وهو يجري أمام توم، فهو ذكي يحتال باستمرار على توم الذي يتصرف بغباء".
ولم تكن الطفلة هنادي 13 عاماً التي تحب مشاهدة أليس في بلاد العجائب، وسندريلا والأقزام السبعة، أقل تأثراً بغيرها من الأطفال بالأفلام الكرتونية، فهي تحب مشاهدتها لأنها تعرض مشاهد خيالية جميلة حيث تظهر سندريلا وهي في أبهى حللها.
وحسب ما ترى هنادي فإنها تعرض الخير والشر وينتصر الخير، حيث تعرض صورة سندريلا الطيبة التي تعيش مع زوجة أبيها الساحرة والتي تعذبها، وتنتهي القصة بزواج سندريلا من الأمير وموت زوجة أبيها بعد انقلاب سحرها عليها.
ويتحدث الطفل أحمد بعلوشة بلهفة عن توم وجيري التي يشاهدها قبل ذهابه إلى المدرسة يومياً ويبتسم حينما يدور في ذاكرته ما يقوم به جيري حيال توم الذي يصدق بسهولة كل ما يقوم به جيري فينقلب الأمر على رأسه.
بينما محمود هنية، 7 سنوات يحب مشاهدة المحقق كونان لأنه حسب تعبيره: "يعرف مين السبب في القتل، و يبين الظالم من المظلوم، و يبحث عن الأدلة".
محمود الذي يحب مشاهدة الأفلام الكرتونية التي تظهر الحق وتنصر المظلوم، لا يحب مشاهدة بعض الأفلام الكرتونية مثل توم وجيري لأنهم كما ساعده اللفظ: "يجروا وراء بعض من غير فائدة، و بزهقوا عالفاضي". بتلك الكلمات البسيطة ميَّز الطفل محمود بين ما يعرض من أفلام كرتونية حيث بعضها يحمل الجانب الإيجابي، والآخر الذي يهدم ما تبنيه الأسرة المسلمة، دون إدراك منه لواقع تلك الأفلام الخفي وغير المرئي بالنسبة لهم كأطفال.
أم أحمد الكومي ربة بيت تفضل أن يشاهد أبناءها الأفلام الكرتونية عوضاً عن اللعب بالشارع، وهي ترى ان الأفلام الكرتونية مهما كانت فهي تنمي خيال الطفل وتعطيه المعرفة والفهم لما يدور حوله من أحداث.
وعلى النقيض منها تعبر سوزان الجوجو، مديرة مدرسة الناصرة، عن رأيها قائلة: "لابد للأم من انتقاء ما يشاهده أطفالها لأنه سينعكس سلباً أو إيجاباً عليهم سواء في سلوكهم اليومي أو طريقة تفكيرهم واعتقادهم، أو في الطريقة التي سينشئون عليها، فليس المهم هو مشاهدتهم للأفلام لتضييع الوقت فقط، فالمهم هو ما هي تلك الأفلام".
عبير بعلوشة ربة بيت وأم لطفلين وطفلتين، تؤكد على ضرورة متابعة الأم لأبنائها في ما يشاهدونه، حيث عبرت عن استنكارها حينما كانت تشاهد مع أبنائها على قناة mbc3، مسلسل كرتوني حيث عرض سفينة سيدنا نوح عليه السلام، وأنه طرد الغراب ولم يدخله السفينة لأنه قبيح المنظر ولونه أسود. "هذا افتراء على العقيدة الإسلامية التي لم تفرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى والعمل الصالح، فكيف نربي أبناءنا على تلك المفاهيم ".
وتضيف: "كما أن هناك مسلسل بات مان الذي يطير مجرد لبسه رداء البات مان، والذي يؤثر على تفكير الطفل، حيث إنه خيالي جداً وفيه تغيير لخلق الله حيث أن الإنسان لا يطير، الأمر الذي يشوش تفكير الطفل، بالإضافة إلى المسلسل الكرتوني الجاسوسات الثلاث، الذي يبث السم بالعسل، حيث يعرض ثلاث فتيات يكشفن الجرائم، ويقدمن المساعدة ويبحثن عن الحقيقة لكنهن يظهرن بلباس غير لائق ويتلفظن ألفاظ غير حميدة وفي مواقف معينة يتعرفوا على الشاب المجرم ويتصرفن تصرفات منافية لديننا الإسلامي، فيعيش الطفل في صراع من حيث عرضهن على أنهن يكشفن الحقيقة ويقدمن المساعدة، لكنهن في المقابل يمارسن ما هو مخل بالآداب الإسلامية، الأمر الذي يؤثر على سلوك الأطفال وتصرفاتهم".
تشوش فكري
لماذا يقلد أبناءنا ما يرونه من خلال الأفلام الكرتونية؟ ولماذا التشوش الفكري الذي أصاب البعض منهم جراء ما يشاهدونه؟
يرى خالد الكخن، مدير دائرة الإشراف المهني في وزارة الشئون الاجتماعية أن الواقع المتاح حالياً من وجود قنوات فضائية تعرض مسلسلات الأطفال على مدار الساعة، وفي ظل عدم وجود رقيب من الأهل يجعلهم تربة خصبة لما تبثه القنوات من أفلام كرتونية.
ويبين الكخن أن الخطورة ليست مقتصرة على ما تبثه تلك الأفلام الكرتونية بل تشتمل الوسيلة المستخدمة حيث يتم تعريب بعض تلك الأفلام فتؤثر بشكل كبير جداً على لغة الطفل، ويبدو واضحاً أن تعريبها ركيك جداً وضعيف ومحشو بالعديد من الألفاظ العامية، مما يجعل المرء يتيقن تمام اليقين أن هنالك محاربة حقيقية للغة العربية الفصحى وبشكل واضح وصريح.
ويقول أحمد دويكات، رئيس نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين: "إذا ما كان المسلسل ذا مضمون اجتماعي وديني ونفسي جيد فإن التأثير لابد وأن يكون بالإيجاب، شريطة جلوس الأهل مع الطفل لإفهامه الناحية الايجابية والدروس المستفادة.
ويتابع دويكات: " نلاحظ أنه بدلاً من تعليم الطفل الانضباط في سلوكه نراه يتوجه للمدرسة وهو محاط بالشخصية التي تعلق بها، كما أن كثرة جلوس الطفل أمام شاشة التلفاز يخلق منه شخصاً غير مبال وكسول حتى عن تأدية الصلاة، وتتسم شخصيته بالبلادة والخمول، علاوة على ما نلاحظه عليهم من السمنة نتيجة تناول الأطعمة أمام التلفاز وقلة الحركة، و"من خلال ملاحظة بسيطة نلاحظ أن أغلب ما يعرض على الأطفال هي مسلسلات تعتمد على الخيال البحت، مثلما نلاحظ في برنامج «عالم الديجيتال» وهكذا يعيش الطفل وسط صراع بين الواقع والخيال، بل وينمو بداخله الخيال المريض نظراً لما يراه أمام عينيه من حروب وقتل".

تعليقات